أزمة مقابر - مصر النهاردة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم أزمة مقابر - مصر النهاردة

عند وفاة أحد الأقرباء، يمثل ذلك حزنًا شديدًا وخبرًا صادمًا لذويه، لكن ذلك لا يكون مصدر الحزن فقط، بل إن الأسوأ منه يكمن في مشكلة مكان دفن المتوفى، خصوصًا في حال عدم وجود مقبرة.

منذ سنوات، نعيش بالفعل «أزمة مقابر»، حيث أصبحت «سبوبة» لدى البعض» من تجار الأزمات، كما يمثل الارتفاع المطرد في أسعارها عائقًا كبيرًا أمام الكثير من الناس، خصوصًا هؤلاء الذين لا يجدون مالاً كافيًا يشترون به مقبرة تضم عظام المتوفى.

كما أن الارتفاعات المتوالية في أسعار الأراضي والعقارات جعلت المصرين مهمومين بالحصول على شقة لسكنى الدنيا، تمامًا بنفس قدر هم الحصول على مقبرة لسكنى الآخرة، ونظرًا لضيق الحيز العمراني المتاح، فقد انعكس ذلك سلبًا على ارتفاع أسعار المقابر بنفس تأثير الانعكاس السلبي على ارتفاع أسعار العقارات، مع تراجع اهتمام الحكومة بتوفير المدافن للأموات، لأن كل تركيزها أصبح ينصب في توفير الإسكان للمواطنين، خصوصًا الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل.

وتكمن الأزمة الحقيقية بالنسبة للمدافن تحديدًا، ليس في قلة المساحات، فالصحراء مترامية بلا نهاية، ولكن المشكلة أنها تقع في حيازة جهات ووزارات عديدة لا تريد التفريط فيها باعتبارها ملكًا لها، ويبقى الأمل في جهاز تخطيط استخدامات الأراضي للاتفاق مع تلك الجهات لترك مساحات لبناء مقابر عليها.

في هذه النافذة، أستعرض مشكلة كبيرة، يعاني منها معظم سكان جنوب الجيزة، خصوصًا أهالي قرى مركز أبوالنمرس، تتمثل في عدم وجود مدافن بالمنطقة، خصوصًا هؤلاء الذين كانوا يمتلكون مدافن في القاهرة، بالإمام الشافعي والسيدة نفيسة.. وغيرها.

ومع تطوير تلك المناطق، وإزالة تلك المقابر، وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم، بين عشية وضحاها، بلا مقابر لهم ولذويهم، ولذلك أصبح لزامًا علينا مناشدة المسئولين، ومَن يهمه الأمر، ببحث هذا الموضوع، ودراسة إمكانية التوسع في بناء مقابر بالظهير الصحراوي بطريق الفيوم وطرحها لسكان الجيزة.

لقد نجحت الدولة في السنوات الأخيرة في ملف الإسكان، من خلال توفير بدائل كثيرة للمواطنين، تتمثل في شقق الإسكان الاجتماعي، التي تناسب جميع الفئات والمستويات، وبمساحات مختلفة، على امتداد المدن الجديدة، في جميع أنحاء الجمهورية، ولذلك لا أقل من توجيه اهتمامها بملف المقابر، الذي أصبح يؤرق «الأحياء».

إننا بالطبع لسنا ضد تطوير المدن، خصوصًا القاهرة التاريخية، وفق مخططات علمية ومدروسة، لكن يجب توفير البدائل، خصوصًا لمن كانوا يمتلكون مقابر منذ مئات السنين في الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، ولكن ما حدث أنه تم إعطاء مقابر بديلة لسكان الجيزة في مدينتي العاشر من رمضان و15 مايو، ولم تتم مراعاة البُعد المكاني والمشقة والمعاناة لذوي الموتى؟!

نرجو من المسئولين تصحيح هذا الوضع، والتوسع في بناء المقابر في الظهير الصحراوي على طريق الفيوم، لسكان جنوب الجيزة، الذين يقعون ضحية لاستغلال تجار الأزمات وسماسرة الموت.

[email protected]

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق